كم مرةً وجدت نفسك تشعر بإرهاق مستمر بينما تُحاوِل إنجاز مهامك اليومية المُعتادة؟
الإرهاق والتعب والخمول والنعاس خلال النهار من المشاكل الصحّية الشائعة التي تُعرقِل حياة الاشخاص ، وتعوقهم عن إنجاز مهامهم على أكمل وجه، وهذا التعب ليس لغزًا بل قد يكون عَرَضًا لأمراض كثيرة وأسباب تتعلق بنمط الحياة، وله حلول و علاج مُناسِب أيضًا، فما أسباب ذلك التعب تفصيلًا؟ وما هي طرق العلاج المناسبة له؟
أسباب الإرهاق والتعب والخمول :
هناك العديد من الأسباب وراء الإرهاق والتعب، فقد يكون التعب طبيعيًا بعد بذل جهد بدني، وقد ينجم عن مرضٍ، وقد يكون نتيجة أسباب أخرى، وعمومًا تنقسم أسباب الإرهاق والتعب إلى:
- أسباب مرتبطة بنمط الحياة :
قد يكون نمط حياة الإنسان أو عاداته اليومية هي المُتسبِّب الأول في الشعور بالإرهاق والتعب المستمر، ومن الأمور السلبية المُسبِّبة لذلك:
• اضطرابات النوم: قد يُؤدِّي الأرق وعدم انتظام النوم طوال الليل إلى المعاناة من التعب والإرهاق خلال النهار.
• النظام الغذائي: إذا كُنت تتناول كثيرًا من الأطعمة السكرية أو الغنية بالكربوهيدرات والدهون الضارة ، فالجسم لن يكون بأفضل حالاته، لأنّ هذه الأطعمة تزيد سكر الدم سريعًا، ثُمّ ينخفض بنفس السرعة، مما يُؤدِّي إلى تفاقُم التعب وزيادته.
• قلّة النشاط البدني : يُعزِّز النشاط البدني وممارسة الرياضة صحة الإنسان، ويُخفِّف التوتر، ويزيد طاقة الجسم، لذلك فإنّ قلّة النشاط البدني والحركة وعدم ممارسة التمارين الرياضية قد يكون من أسباب الشعور بالتعب باستمرار.
• عوامل فردية: مثل معاناة الإنسان من التفكير الزائد، أو وجود التزامات مالية أو أعباء ومسؤوليات كثيرة عليه، فهذه من الأمور التي قد تُسبِّب الإرهاق والتعب دون شك.
• النشاط البدني الزائد: ممارسة الرياضة أو مجهود آخر بشكل مبالغ فيه وفوق طاقة الشخص قد يسبب التعب والإرهاق.
- أسباب طبية
بعيدًا عن الأسباب المتعلقة بنمط الحياة فهُناك أسباب طبية تسبب التعب والإرهاق والخمول والإصابة ببعض الأمراض والاضطرابات ،قد يكون سبب الإرهاق والتعب ، لكن عادةً ما يصاحب الإرهاق أعراض أخرى إضافية تدلّ على المرض، ومن الأسباب المرضية وراء التعب والإرهاق:
• الإصابة بداء السكري.
• السرطان.
• الحمل .
• بعض أمراض الجهاز العصبي .
• العدوى: مثل الأنفلونزا أو السل أو كوفيد 19.
• الالتهابات المزمنة.
• أمراض القلب أو الرئتين: مثل مرض وفشل القلب والربو، ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
• اضطرابات الغدة الدرقية: قد يُؤدِّي خمول أو فرط نشاط الغدة الدرقية إلى الشعور بالتعب المستمر.
• نقص الفيتامينات: خاصةً فيتامين ب12، وفيتامين د، والحديد.
• إنقطاع النفس أثناء النوم وله أسباب طبية عديدة.
• الفيبروميالجيا.
• السمنة المفرطة.
• التعرض إلى إصابات بالدماغ .
• التهاب المفاصل الروماتويدي.
•ا لتهابات وأمراض الكبد .
• بعض الأدوية: قد يُؤدِّي تناول الإنسان لبعض الأدوية إلى الشعور بتعبٍ وإرهاق، مثل مضادات الاكتئاب، وأدوية القلق، والمُهدِّئات وأدوية الحساسية ، وبعض أدوية ضغط الدم والعلاج الكيميائي والاشعاعي.
- أسباب نفسية
الإنسان ليس جسدًا فحسب، بل قد تُؤثِّر الحالة النفسية في الجسم بشكلٍ لا يُمكِن تخيّله، إذ التعب والإرهاق قد ينجمان عن بعض الاضطرابات النفسية، مثل:
- الاكتئاب.
- القلق.
- متلازمة التعب المزمن.
يُعدّ التعب مزمنًا إذا استمرّ الإرهاق أو نقص طاقة الجسم ستة أشهر أو أكثر، وأيًا كان سببه، فإنّه سيُؤثِّر حتمًا في جودة الحياة اليومية للإنسان وقدرته على أداء مهامه.
وتُعرَف تلك الحالة ب”متلازمة التعب المزمن”، التي تُشخَّص مع استمرار التعب والإرهاق لمدة ستة أشهر أو أكثر دون سبب معروف، مع عدم تحسُّن الإنسان رغم النوم أو الراحة، بل قد يزداد التعب سوءًا مع النشاط الجسدي أو الذهني.
قد تكون أعراض المتلازمة خفيفة أو متوسطة أو شديدة، وقد تظهر وتختفي أو تستمر لأسابيع أو شهور، فهذا يختلف من إنسان لآخر.
أعراض الإرهاق والتعب والخمول:
تتضمّن الأعراض الأساسية للإرهاق والتعب أيًا من هذه الأعراض :
•سهولة الشعور بالتعب، أو الشعور بالخمول الدائم دون مجهود.
•صعوبة بدء الأنشطة أو غياب الحافز لأدائها.
•مشكلات التركيز والذاكرة أو التعب الذهني .
•صعوبة أداء المهام اليومية وانجازها.
كذلك قد يُعانِي المُصابون بالإرهاق والتعب أعراضًا أخرى، مثل:
الضعف.
نقص طاقة الجسم.
التعب المستمر.
-أعراض قد تُصاحِب الإرهاق :
قد لا يأتي الإرهاق وحيدًا هكذا دون أعراضٍ أخرى تُصاحبه، بل قد يصطحب معه مجموعة من الأعراض، قد تختلف من شخص لآخر، وتختلف حسب السبب الرئيسي أيضًا، ومن تلك الأعراض:
-الصداع.
-الدوخة.
-ألم العضلات والمفاصل.
-ضعف العضلات.
-صعوبة اتخاذ القرارات والتشويش الذهني.
-سرعة الغضب والانفعال .
-الاكتئاب.
-فقدان الشهية.
-ضعف الجهاز المناعي.
-مشكلات الذاكرة والتركيز.
كيف يُشخَّص الإرهاق والتعب ؟
عادةً ما يصحب الإرهاق والتعب بدون مجهود أعراض أخرى، لذلك يُحاوِل الأطباء الوصول إلى التشخيص الصحيح والدقيق عبر عدد من الخطوات للكشف عن سبب ذلك التعب، و صرف العلاج المناسب للحالة.
- التاريخ المرضي
التاريخ المرضي مهم جدآ للطبيب وهو بوابة الدخول لحالة المريض ومعرفة كامل التفاصيل عن حالته الصحية والأمراض التي يعاني منها والأدوية التي يتناولها. - الفحص السريري
هو فحص روتيني يهدف الى التأكد من الصحة الجسدية للأشخاص وملاحظة اي تغيرات تشير إلى الإصابة بمرض ما. - الفحوصات التشخيصية والمخبرية: مثل اختبارات الدم:
صورة الدم الكاملة.
اختبار وظائف الغدة الدرقية.
قياس مستويات السكر في الدم.
قياس مستويات بعض الفيتامينات، مثل فيتامين ب12 وفيتامين د.
وقد يحتاج المريض إلى فحوصات أخرى حسب رأي الطبيب بعد الفحص.
● علاج الإرهاق والتعب والخمول:
يختلف علاج التعب والإرهاق باختلاف سببه، في حال كان سببه مرضيًا، مثل فقر الدم أو مرض السكري أو اضطرابات الغدة الدرقية او انقطاع النفس اثناء الليل ،فيكون الحل هو علاج السبب الرئيسي أولًا.
أمّا لو لم يكُن التعب ناجمًا عن مرض ما، فيُمكِن علاجه بما يلي:
- الحصول على قسط كاف من النوم يوميا، وتجنُّب استخدام الهاتف أو الأجهزة الإلكترونية والذكية قبل النوم، مع الحرص على النوم والاستيقاظ في موعدٍ ثابت كل يوم قدر الإمكان.
- النظام الغذائي الصحي: وهذا من خلال تقليل تناول السكريات المصنعة والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، والحرص على تناول الفواكه والخضروات والأطعمة الغنية بالبروتين والفيتامينات والمعادن ، بالإضافة إلى تناول وجبات غذائية صغيرة مقسمة على مدار اليوم بدلًا من أن تكون كبيرة الحجم.
- شرب كميات كافية من الماء والسوائل يوميا .
- ممارسة التمارين الرياضية: تُساعِد الرياضة في التغلب على التعب وتعزيز طاقة الجسم، لذلك لا بُدّ أن تكون جزءًا من نشاطك وروتينك اليومي لو كُنت ترغب في التخلص من الشعور بالتعب .
- تجنُّب التوتر: يُساعِد الابتعاد عن التوتر في زيادة طاقة الجسم وتجنُّب التعب، ويُمكِن تخفيف التوتر من خلال ممارسة الرياضة، أو الأنشطة التي تُساعِد على الاسترخاء، مثل القراءة أو التنزّه وتمارين التنفس العميق، أو أيًا ما كان ما يُساعِد على تخفيف التوتر.
متى تزور الطبيب؟
قد تكون هناك حاجةٌ إلى زيارة الطبيب مع استمرار الإرهاق والتعب والخمول الدائم خاصةً:
- الشعور بالتعب فجأة دون سابق إنذار، وليس نتيجة مجهود جسدي أو ذهني.
- إذا لم يختفِ التعب رغم الراحة أو النوم أو التخلص من الضغوطات.
- اذا كان الشخص يشعر بالارهاق بصورة مستمرة.
- أن تصحبه أعراض أخرى ليس لها سبب واضح.
- أن يصحب التعب الإغماء أو الضعف.
- فقدان الوزن دون سبب واضح ، أو الحمى، أو النزيف مجهول السبب، أو آلام الجسم مجهولة السبب أيضًا.
للمزيد من المعلومات الطبية القيمة والفوائد الطبية يرجى زيارة صفحتنا على الفيس بوك ( منصة اطلب استشارتك الطبية اونلاين)