صيام الأطفال وكيف يمكننا أن نشرح لأطفالنا عن شهر رمضان المبارك؟ وما هي الأساليب المناسبة لتدريبهم على الصيام؟ وما دور رمضان في تنشئة أطفالنا نفسيًا واجتماعيًا ودينيًا؟
تعد فترة الطفولة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته، حيث تتشكل فيها العادات والسلوكيات التي قد تستمر معه طوال حياته، ومن بين العادات التي يمكن ترسيخها في هذه المرحلة الحيوية هو صيام الأطفال، المعروف بلفظه الجميل “صيام العصافير”. إنه عملٌ يمتزج فيه الجسد بالروح، ويتحقق التوازن الروحي والجسدي لدى الطفل.
ويعد صيام الأطفال في المراحل الأولى من عمرهم من أصعب المراحل، وعلى الأمهات والأباء عدم إجبار الطفل على الصيام في حال كان غير قادر على ذلك، وعدم تحميل الطفل فوق طاقته؛ لأن بنية الأطفال تختلف من طفل لطفل.
فصيام الأطفال في دون العاشرة من عمرهم، يكون صياماً روحيا وليس جسدياً، والهدف منه هو تعويد وتدريب الأطفال على أداء الفريضة.
وتنصح الأمهات بتشجيع الأطفال الصغار على الصيام لفترة قصيرة خلال يوم رمضان، أي أن الطفل قد يصوم للظهر أو للعصر، ثم يتناول بعدها الطعام، ثم يتوقف عن الأكل، ويتناول الطعام أثناء الإفطار مع الأسرة لتعزيز الشعور بالمشاركة وانه قام بالصيام معهم.

ويُنصح بتدريب الطفل على الصيام الكامل مع بلوغه سن العاشرة، ولكن يجب الإلتزام بقواعد مهمة لضمان صحة الطفل في الصيام، مثل تأخير وجبة السحور قدر الإمكان وذلك إتباعاً لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم، ويجب التأكد من عدم صيام الطفل بدون سحور، وينبغي أن تتضمن وجبة السحور بروتيناً مثل: الفول والجبن والبيض، مع خبز، ودهن صحي مثل زيت الزيتون، والكثير من الخضراوات، .وضرورة التنويع في الطعام وعدم استبدال الحلويات بالوجبات الرئيسية، فيجب التأكد من ان الوجبة كاملة وصحية للطفل.

ويتشرط في صيام الأطفال أن يكون الطفل سليماً ولا يعاني من أي أمراض مزمنة، حتى نحافظ على صحة الطفل ولا نعرضه لخطر.
- فوائد صيام الأطفال:
- تقوية الإرادة والتحكم بالنفس:
فصيام الأطفال يعتبر تحديًا لهم، يتطلب الصبر والقدرة على التحكم بالنفس والإرادة، هذا يساعدهم على تنمية قدراتهم العقلية والعاطفية.
- تحسين الصحة البدنية:
يعتبر الصيام فترة مناسبة لتنقية الجسم من السموم والفضلات، مما يعزز صحة الطفل ويقوي جهازه المناعي.

- توجيه الطفل لقيم الإنضباط والتقوى:
من خلال تجربة الصيام، يتعلم الطفل قيم الإنضباط والتقوى الدينية والأخلاقية.
- تعزيز الإنتماء الاجتماعي:
يمكن أن يكون الصيام تجربة مشتركة بين الأطفال في المجتمع، مما يعزز الانتماء الإجتماعي ويشجع على التعاون والتضامن.
- تحسين الوعي الروحي:
يعيش الطفل خلال فترة الصيام تجربة روحية مميزة، تزيد من وعيه الديني وتقربه من الله.
- أهمية دعم الأطفال في صيامهم:
- توجيههم وتحفيزهم:
يحتاج الأطفال إلى دعم وتوجيه من الأهل والمعلمين لتحقيق الصيام بنجاح، ويمكن ذلك من خلال تحفيزهم وتشجيعهم على التحدي والصبر.
- توفير بيئة مناسبة:
يجب على الأهل والمعلمين توفير بيئة ملائمة للأطفال خلال فترة الصيام، تحافظ على راحتهم وتقلل من إغراءات الأكل والشرب.
- تعزيز التعاون والتضامن:
يمكن تنظيم أنشطة مشتركة للأطفال خلال فترة الصيام، مثل الصلاة المشتركة والقراءة والأنشطة الدينية، لتعزيز التعاون والتضامن بينهم.
إن صيام الأطفال، المعروف بلقب “صيام العصافير”، يعد تجربة روحية وجسدية مهمة لتنمية الطفل بشكل شامل، يجب على الأهل والمعلمين دعم الأطفال خلال هذه الفترة الحيوية، وتوجيههم نحو تحقيق الفوائد العديدة التي يمكن أن يحققونها من خلال هذه التجربة الدينية الجميلة.
إنها فرصة لبناء جيل متوازن وواعٍ، يحمل قيم الصبر والتقوى والتضامن في طياته.
#اطلب_استشارتك_الطبية_اونلاين