تُعدّ تقرحات الفم أو ما يُعرف بـ القلاع الفموي من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا، إذ يعاني منها ملايين البشر حول العالم بدرجات متفاوتة. وعلى الرغم من أنها غالبًا ما تكون بسيطة وتختفي تلقائيًا خلال أيام، إلا أن ظهورها المتكرر أو المؤلم قد يثير القلق ويدفع الفرد للبحث عن السبب الحقيقي خلفها وطرق علاجها بشكل فعّال. يمكن أن تؤثر تقرحات الفم على جودة الحياة اليومية، حيث تجعل الكلام صعبًا، وتسبب ألمًا أثناء تناول الطعام، وقد ترتبط باضطرابات صحية معينة تحتاج إلى متابعة.
ومع تزايد عمليات البحث عن أسباب تقرحات الفم وطرق علاجها وموعد زيارة الطبيب، أصبح تقديم محتوى طبي دقيق وسهل الفهم ضرورة حقيقية. في هذا المقال نقدم شرحًا طبيًا مبسطًا وموثوقًا، يجمع بين الدقة العلمية وأسلوب السرد السهل، ليمنح القارئ فهمًا شاملاً لهذه المشكلة: لماذا تحدث تقرحات الفم؟ متى تكون مجرد عرض مؤقت؟ ومتى تتحول إلى علامة تحذيرية تستدعي التدخل الطبي؟
ما هي تقرحات الفم وما الفرق بين القلاع والتقرحات؟
تقرحات الفم هي جروح صغيرة تظهر داخل الغشاء المخاطي المبطن للفم، وقد تتخذ شكل دائرة أو بيضاوية بسطح أبيض أو أصفر وحدود حمراء ملتهبة. يطلق على النوع الأكثر انتشارًا اسم القلاع الفموي أو Aphthous Ulcers، وهو النوع غير المعدي الذي يظهر عند الأشخاص الأصحاء دون وجود عدوى بكتيرية أو فيروسية.
من المهم التفرقة بين القلاع الفموي وبين التقرحات الناتجة عن عدوى مثل الهربس الفموي، فالنوع الأول غير معدٍ ولا ينتقل بين الأفراد، بينما التقرحات الفيروسية تكون معدية ولها أسباب مختلفة تمامًا. عادةً ما تظهر التقرحات البسيطة داخل الخد، الشفاه، اللسان، أو اللثة، وتكون مؤلمة عند الاحتكاك بالطعام أو أثناء الكلام، لكنها تختفي تلقائيًا خلال أسبوع إلى أسبوعين.
يبحث الكثير من الأشخاص يوميًا عن معنى ظهور تقرحات الفم وما إذا كانت تمثل خطرًا صحيًا. معظم الحالات ليست خطيرة، لكنها تُعدّ مؤشرًا على وجود خلل طارئ في الجسم مثل نقص الفيتامينات، الحساسية الغذائية، أو الإجهاد. وهنا تأتي أهمية فهم طبيعة القلاع وتمييزه عن العلامات المرضية.
إن إدراك الفرق بين أنواع التقرحات يساعد في اختيار العلاج المناسب، وتحديد متى تكون التقرحات جزءًا من مشكلة بسيطة، ومتى تكون حالة مرضية تحتاج متابعة. استخدام كلمات بحث مثل “تقرحات الفم المتكررة”، “القلاع الفموي”، “أسباب القلاع” أصبح شائعًا بين القراء، مما يعكس الحاجة لمحتوى طبي واضح يعرض هذه المعلومات بأسلوب مبسط.

الأسباب الشائعة لظهور تقرحات الفم
ظهور تقرحات الفم ليس أمرًا عشوائيًا؛ فهناك مجموعة واسعة من الأسباب المحتملة التي يمكن أن تؤدي إلى القلاع الفموي. ومن أشهر هذه الأسباب الإجهاد والتوتر النفسي، حيث تؤثر الضغوط النفسية على الجهاز المناعي وتجعل الجسم أكثر عرضة لظهور هذه الجروح الصغيرة. كما أن نقص بعض العناصر الغذائية، مثل فيتامين B12، الحديد، وحمض الفوليك يعد أحد أبرز الأسباب التي تُضعف تجدد خلايا الفم، مما يؤدي لسهولة حدوث التقرحات.
أيضًا، يمكن أن تتسبب إصابات بسيطة داخل الفم في حدوث القلاع، مثل عض الخد عن طريق الخطأ، أو استخدام فرشاة أسنان خشنة، أو الاحتكاك بالأجهزة التقويمية. كما أن بعض الأطعمة، مثل الحمضيات، المكسرات، القهوة، والشوكولاتة قد تثير ظهور التقرحات لدى بعض الأشخاص الذين لديهم حساسية غذائية تجاهها.
هناك عوامل أخرى مثل التغيرات الهرمونية، خصوصًا لدى النساء، إضافة إلى اضطرابات الجهاز المناعي التي تجعل الجسم يهاجم خلايا الفم عن طريق الخطأ. كما قد ترتبط التقرحات المتكررة بأمراض الجهاز الهضمي مثل داء كرون أو التهاب القولون التقرحي، مما يجعل تكرارها علامة تحذيرية يجب الانتباه لها.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الوراثة لها دور مهم، حيث يُلاحظ انتشار القلاع بين أفراد العائلة الواحدة. لهذا يبحث الكثير عن أسباب تقرحات الفم عند الكبار وأسباب القلاع المتكرر للوصول إلى الجواب المناسب. فهم هذه الأسباب هو الخطوة الأولى نحو منع تكرار التقرحات واختيار العلاج الأكثر فعالية.
أعراض القلاع الفموي وأنواعه:
تظهر تقرحات الفم عادة على شكل جروح دائرية صغيرة ذات مركز أبيض مائل للصفرة وحواف حمراء ملتهبة، ويشعر المريض بألم متفاوت الشدة قد يزداد عند تناول الطعام أو الكلام. لكن الأعراض ليست واحدة للجميع، إذ تختلف حسب نوع التقرح وحجمه ومدته.
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من القلاع الفموي:
- القلاع الصغير (Minor Aphthae) وهو الأكثر شيوعًا، حجمه صغير ويختفي خلال أسبوع دون ترك ندبة.
- القلاع الكبير (Major Aphthae) ويكون أكبر حجمًا وأعمق، وقد يستمر لأسابيع ويترك أثرًا بسيطًا بعد الالتئام.
- القلاع المتجمع أو الهربتي الشكل (Herpetiform) وهو مجموعة من التقرحات الصغيرة جدًا التي قد تندمج لتصبح منطقة واسعة مؤلمة.
بجانب الألم، قد يعاني بعض الأشخاص من إحساس بالحرقان قبل ظهور التقرح بيوم أو يومين، مما يساعد على التنبؤ بحدوث القلاع مبكرًا. كما قد يشعر المريض بصعوبة في مضغ الطعام أو شرب المشروبات الساخنة أو الحمضية.
ظهور تقرحات الفم المتكررة قد يكون مؤشرًا لوجود مشكلة صحية أعمق. أما إذا كانت التقرحات صغيرة وتظهر مرة أو مرتين في السنة، فهي غالبًا غير خطيرة.
ويسأل الكثيرون: “هل القلاع معدي؟” والإجابة واضحة: القلاع الفموي غير معدٍ لأنه لا ينتج عن عدوى فيروسية أو بكتيرية، بل غالبًا نتيجة اضطراب داخلي.
معرفة نوع التقرح يساعد القارئ في تحديد طريقة التعامل الصحيحة والبحث عن علاج تقرحات الفم المناسب سواء كان منزليًا أو دوائيًا.
قد يعجبك أيضا: ماذا تعرف عن دوالي الساقين – أسباب، أعراض، مخاطر وعلاج
علاج تقرحات الفم وطرق تسريع الشفاء
علاج تقرحات الفم يعتمد على طبيعة القلاع وحدته، فمعظم الحالات البسيطة لا تحتاج علاجًا دوائيًا محددًا، بل تلتئم تلقائيًا خلال أيام. ومع ذلك يبحث الكثير عن علاج تقرحات الفم بسرعة، وهنالك عدة إجراءات فعّالة يمكن أن تساعد.
أول خطوة هي تقليل الألم والالتهاب باستخدام غسولات فموية مطهرة تحتوي على كلورهيكسيدين، أو جل موضعي يحتوي على مخدر موضعي لتخفيف الألم. كما يمكن استخدام المراهم المحتوية على الستيرويدات الموضعية مثل التريامسينولون لتقليل الالتهاب وتسريع الشفاء.
من العلاجات المنزلية المفيدة:
- المضمضة بمحلول ملحي دافئ
- الابتعاد عن الأطعمة الحمضية والحارة
- استخدام فرشاة أسنان ناعمة
- الإكثار من الماء والحفاظ على ترطيب الفم
كما ينصح بتناول مكملات الفيتامينات مثل B12 والحديد إذا كان هناك نقص مثبت في التحاليل.
بعض الحالات تحتاج علاجًا خاصًا إذا كان القلاع شديدًا أو متكررًا بشكل يعيق الحياة اليومية. في هذه الحالات قد يصف الطبيب أدوية مناعية خفيفة أو أدوية مضادة للالتهاب.
ورغم انتشار طرق كثيرة بين الناس، إلا أن العلاج المثبت طبيًا يظل قائمًا على تجنب المهيجات وتحسين المناعة وتقليل الالتهاب. البحث عن “أفضل علاج لتقرحات الفم” هو أحد أكثر الكلمات انتشارًا، مما يعكس أهمية تقديم معلومات دقيقة وسهلة الفهم تساعد المريض على اختيار الطريقة الأنسب لحالته.
الوقاية من تقرحات الفم وتجنب تكرار القلاع
الوقاية من القلاع الفموي خطوة مهمة، خصوصًا لمن يعاني من تقرحات متكررة تسبب الألم وتؤثر على الروتين اليومي. تبدأ الوقاية من معرفة العوامل التي تثير ظهور التقرحات ومحاولة تجنبها قدر الإمكان.
أولًا، يجب الحفاظ على نظافة الفم باستخدام فرشاة ناعمة وغسول مناسب لتقليل التهيج. كما يُنصح بالابتعاد عن الأطعمة التي قد تثير التقرحات مثل الليمون، الطماطم، الشوكولاتة، وبعض المكسرات وخاصة الجوز.
ثانيًا، الاهتمام بتناول غذاء متوازن غني بالفيتامينات والمعادن، خاصة الحديد وB12 وحمض الفوليك. نقص هذه العناصر هو سبب شائع لظهور تقرحات الفم المتكررة، لذلك فإن علاج النقص يمنع ظهورها من الأساس.
ثالثًا، التحكم في التوتر والإجهاد، فقد أثبتت الأبحاث أن الضغط النفسي من أهم محفزات القلاع. يمكن اللجوء إلى تقنيات الاسترخاء، الرياضة الخفيفة، أو التأمل لتحسين الصحة العامة وتقليل احتمالية ظهور التقرحات.
إذا كان الفرد يستخدم أجهزة تقويم الأسنان، فيجب التأكد من أنها لا تسبب احتكاكًا مفرطًا داخل الفم، ويمكن استخدام شمع التقويم لحماية اللثة والخد الداخلي.
كما يجب تجنب التدخين، لأنه يضعف الأغشية المخاطية ويزيد من حساسية الفم.
إن اتباع هذه الخطوات يقلل احتمالية تكرار القلاع بشكل كبير ويساهم في الحفاظ على صحة الفم، مما يقلل الحاجة للبحث المتكرر عن علاج تقرحات الفم كل فترة.
متى تستدعي تقرحات الفم زيارة الطبيب؟
على الرغم من أن معظم تقرحات الفم بسيطة ولا تشكل خطرًا، إلا أن هناك علامات معينة يجب الانتباه لها لأنها قد تشير إلى مشكلة صحية أعمق. يجب زيارة الطبيب في الحالات التالية:
- إذا استمرت التقرحات أكثر من 3 أسابيع دون تحسن
- إذا كانت كبيرة جدًا أو مؤلمة بشكل يمنع الأكل أو الشرب
- إذا كانت تتكرر باستمرار أكثر من ثلاث مرات في السنة
- إذا كانت مصحوبة بحمى، تعب شديد، تضخم العقد اللمفاوية
- إذا ظهرت بعد تناول دواء جديد
- إذا ظهرت لدى طفل صغير بشكل غير طبيعي
وجود هذه العلامات قد يكون مؤشرًا على نقص مناعي، أو اضطراب هضمي، أو حساسية شديدة، أو عدوى تحتاج علاجًا مختلفًا.
أما التقرحات التي تحدث بعد إصابة أو إجهاد فهي غالبًا غير خطيرة. لكن تكرار القلاع قد يكون علامة مبكرة على أمراض الجهاز الهضمي المناعية أو الالتهابية، لذلك فإن التشخيص المبكر مهم جدًا.
إذا ظهرت التقرحات مع طفح جلدي أو مشكلات في العين أو ألم مفاصل، فقد تكون جزءًا من حالة صحية أوسع تحتاج تقييمًا متكاملًا.
في النهاية، زيارة الطبيب ليست خطوة مبالغًا فيها، بل ضرورة عندما تتجاوز التقرحات الشكل الطبيعي المعروف. هذا يساعد على علاج السبب الحقيقي بدل الاكتفاء بعلاج الأعراض فقط. البحث عن “متى أراجع الطبيب لتقرحات الفم؟”
أصبح شائعًا، ما يعكس زيادة وعي الناس بأهمية التشخيص الدقيق.
لمتابعة المزيد من المحتوى الطبي القيم يرجى متابعة صفحاتنا على السوشال ميديا

